الادارة المحلية L'administration
locale
يرتكز التنظيم الاداري في أي دولة على أساليب فنية تتمثل في
المركزية و اللامركزية كسبل لتوزيع النشاط الاداري بين مختلف الأجهزة و الهيئات
بين مختلف الأجهزة و الهيئات الإدارية بالدولة ,فالتنظيم الاداري و
مهما كان النظام السياسي أو الاقتصادي السائد في الدولة ما يبنى على أجهزة و
ادارات مركزية و أخرى لا مركزية .
و اختلاف الأنظمة بين الدول يكمن
في مدى الأخذ بنظام المركزية أو
اللامركزية مراعاة في دلك المعايير
السائدة بها في المجال السياسي , الاقتصادي , الاجتماعي و الثقافي .
تتجسد اللامركزية الادارية في
صورتين , حيث تمثل الأولى اللامركزية الاقليمية و الثانية اللامركزية
المرفقية , و تعد اللامركزية الاقليمية دات أهمية قصوى في أي نظام اداري فهي
تبنى على أساس دستوري و تتبلور في شكل ادارة محلية .
ü
مفهوم الادارة
المحلية : Le
concept de l'administration locale
الهدف من ادارة محلية هو ادارة
مرفق محلي دو نفع عام و تزداد أهميتها كلما اقتربت من المواطن كما تعتمد على أسس و
مقومات تدعمها و تلهمها سبل التسيير الحسن .
أهمية
الادارة المحلية : L'importance de l'administration locale
اهتم الكثير من الباحثين كل حسب
الاختصاص بالإدارة المحلية بالغ الاهتمام , فعلماء
الاجتماع اهتموا بها من منطلق أنها تشكل صورة و صور التضامن الاجتماعي , كما أن الادارة المحلية تقوم على فكرة تقسيم العمل و هو ما يجعلها محل
اهتمام هده الفئة من الباحثين .
اما من الناحية السياسة تكمن
اهميتها في امكانية المنتخبون المشاركة في صنع القرار مما يجسد فكرة الديمقراطية , أما علماء الإدارة اهتموا بهذا النوع من الادارة نظرا لأهميته في
نظرية التسيير و التنظيم فلا يمكن تجسيد
فكرة التنظيم في الادارة العامة دون التركيز على النظام الاداري المحلي .
أسباب
الاعتماد على نظام الادارة المحلية :
توجد أسباب لاعتماد هدا النظام الداري
يمكن اعتبارها موحدة في
العالم , منها :
تزايد مهام الدولة : في السابق كانت مهام الدولة محصورة في ضمان الأمن و العدالة و الدفاع
فتطورت فيما بعد الى دواة متدخلة تعنى بالمسائل الاجتماعية و الاقتصادية و
الثقافية و غيرها , هدا التنوع في النشاط و التعدد في المهام فرض انشاء هياكل لمساعدة
الدولة في الدور المنوط بها و المتمثلة في
الادارة المحلية .
التفاوت فيما بين
أجزاء اقليم الدولة : توجد في
الدولة المناطق الساحلية و المناطق القريبة من العاصمة و المناطق البعيدة عنها , كما تختلف من حيث تعداد السكان . الى جانب وجود المدن المكتظة
بالسكان .
هدا الاختلاف بين منطقة و أخرى على
أساس عامل جغرافي و سكاني و آخر مالي , يفرض بالضرورة الاستعانة بإدارة محلية لتسيير
شؤون الاقليم , فلا يمكن تصور تسيير كل المناطق بجهاز مركزي واحد موجود على مستوى
الدولة .
تجسيد الديمقراطية
المحلية : تعبر الادارة المحلية
تسيرا ذاتيا , و هي وسيلة لاشتراك المنتخبين مع الشعب في ممارسة السلطة و من تم
فهي علامة من علامات نظام الحكم الديمقراطي .
ومنه فهي أكثر النظم الادارية
فعالية و ديناميكية نظرا لقربها من المواطن .
العلاقة
بين الادارة المحلية و اللامركزية الادارية : La relation entre l'administration locale et de la
décentralisation administrative.
تعتبر اللامركزية أسلوبا جديدا طهر
مند القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين , أين ارتبط مفهوم اللامركزية بالدارة المحلية
و الهيئات القائمة على هدا المفهوم ألا و هي الجماعات المحلية .
ماهية
اللامركزية الادارية : Que la décentralisation administrative
تعتبر اللامركزية
الادارية من أهم الأساليب المعتمدة في تسيير الادارة المحلية , و هدا الأسلوب تحكمه قواعد واعتبارات عديدة تجعله أنجع الأساليب
في ادارة المحليات .
ا- تعريف ا اللامركزية
الادارية : اللامركزية الادارية هي دلك النظام الاداري الدي
يقوم على توزيع السلطات و الوظائف الادارية بين الادارة المركزية و الوحدات
الاقليمية الأخرى و المستقلة قانونا عن الادارة المركزية بمجرد اكتسابها الشخصية المعنوية
مع بقائها خاضعة جزئيا لرقابة الادارة المركزية .
هدا التعريف يشمل جانب سياسي يتمثل
في تمكين الأجهزة المحلية المنتخبة من تسيير شؤونها مما يرسخ مبدأ الديمقراطية
الادارية , أما الجانب القانوني يتمثل في توزيع الوظيفة الادارية في الدولة
بين الأجهزة المركزية و المحلية من جهة , و بين الأجهزة المركزية و الهيئات المستقلة
دات الطابع المرفقي من جهة أخرى .
ب-اعتبارات تجسيد اللامركزية الادارية : يرجع تجسيد اللامركزية
الادارية في الدولة الى :
- نوع الوظائف و المهام : بالرغم من استقلالية الجماعات المحلية الا أنه لا تخول لها السلطة المركزية
ممارسة كل الوظائف , اد هناك وظائف نظرا لطابعها لا
تحتاج الى تفويض كالدفاع و الامن . أما الوظائف الأخرى كالتجهيز و التجارة و
الفلاحة و المواصلات و الري.......يمكن نقلها الى المستوى الاقليم .
- درجة النمو و الوعي الاجتماعي : تتجسد اللامركزية
الادارية على المستوى المحلي في الادارة المحلية و التي تخول لها صلاحية ادارة
الشؤون المحلية علة أكمل وجه مما يفرض كفاءة و درجة عالية كم الوعي الاجتماعي حتى
تضمن نجاحا اكبر.
- مدى ت وفر الخبراء الاداريين : يعتبر نقص
الخبراء الأكفاء و المختصين في المجال الاداري مانعا دون اتخاد قرارات مصيرية و
هدا ما ينعكس سلبا على شؤون الاقليم .
ج- أركان اللامركزية الادارية : تقوم
اللامركزية على ثلاث أركان أساسية :
المصالح
المحلية المتميزة : يرتكز نظام اللامركزية الادارية على المصالح
المحلية التي تتكفل بالإشراف و
التسيير من قبل الاشخاص المعينين و المنتخبين من
قبل الشعب حتى يتسنى للسلطة المركزية ادارة المصالح العامة التي تهم الدولة ككل , فالدولة
تسيطر على مرافق الأمن و القضاء و المواصلات بين الأقاليم . أما الوظائف الاخرى
كالصحة و التعليم و الكهرباء.....تعنى بإدارتها المصالح المحلية لأن هده الأخيرة
أدرى بحاجة المجتمع وبالتالي تتحمل مسؤولية توفيرها .
الهيئات المحلية المسيرة : لا يكفي أن يعترف المشرع بأن هناك مصالح محلية
متميزة فحسب بل يلزم عليه أن
يوكل ادارة و تسيير هده المصالح لدوي الشأن أنفسهم و لما كان من المستحيل
على جميع السكان المحليين أن يقوموا بهده المهمة بأنفسهم مباشرة فمن الضروري أن
يقوم من ينتخبونه نيابة عنهم أو بتعيين من السلطة المركزية .
رقابة
السلطات المركزية : الرقابة من خلال وجود أجهزة رقابية مركزية على
الهيئات أو الوحدات المحلية و
العاملين بها , فقد اصطلح على الرقابة المركزية بالوصاية
الادارية لدى رجال القانون الا أنها لا تعتبر عن المقصود لهدا لابد أن تحل محلها
الرقابة الادارية نظرا للفوارق الأتية :
-يأخذ بمبدأ الوصاية الادارية في القانون المدني نظرا لانعدام الأهلية لكن
الادارة المحلية تتمتع بكامل الأهلية في الممارسات القانونية المنوطة بها .
-الوصاية الادارية تقوم على فكرة احلال شخص محل شخص آخر فاقد الأهلية أو
ناقص الأهلية رعاية شؤونه و ادارة أمواله .
ففي نظام اللامركزية الادارية لا يكفي أن تقوم الجماعات المحلية بالدور
المنوط بها فحسب , بل تتعدى الى قياس مدى نجاح
السلطات المحلية في تمتعها باستقلالية مالية واسعة .
مجلة اقتصاديات شمال افريقيا
العدد4, أ/ بسمة عولمي , كلية العلوم الاقتصادية و التسيير
جامعة باجي مختار –عنابة- الجزائر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق